المعتقلين السياسين بالسجن المحلي بولمهارز بمراكش
تحية نضالية عالية الى الجماهير الشعبية في نضالها المستميث و اليومي ضد الاستغلال و الاضطهاد .
تحية الى المناضلين الشرفاء الذين اختاروا قول لا في وجه من قالوا نعم ، ضد الاستغلال و العبودية .
تحية الى كل من أثار هموم وآلام أبناء هذا الوطن ، على همومه الشخصية .
تحية الى عائلات معتقلينا السياسيين ، التي فضلت طريق النضال و المجابهة على طريق المهادنة و المساواة .
و تحية خاصة جدا منا كمعتقلين سياسيين ، الى معتقلي انتفاضة الطلاب بفاس الصامدة و الى عائلاتم المناضلة .
قبل كل شيء لا يسعنا نحن معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي القابعين في سجن بولمهارز السيء الذكر بمراكش ، و نيابة عن باقي رفاقنا بباقي السجون ، إلا أن نقف وقفة اجلال و اكبار أمام ابناء جماهيرنا الشعبية بصفرو ، مفجري انتفاضتها المجيدة ، فانتم ابناء و مناضلي هذه المدينة من أكد للكل بان الجماهير هي صانعة التاريخ و ان العنف الثوري هو قابلة المجتمع الجديد ، مجتمع الحرية و الكرامة و المساواة .
أيتها الرفيقات ، أيها الرفاق ، جماهير شعبنا المعطاء :
يأتي تخليد هذه المحطة النضالية و التي نحييكم عاليا على تنظيمها في سياق النضال المستميث ، الذي حمله شرفاء هذا الوطن الجريح على عاتقهم ضد الاعتقال السياسي كقضية طبقية ، و ضد كل أشكال الاجهاز على أبسط الحريات السياسية و حرية التعبير .
فنتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة ، التي يعرفها النظام القائم بالمغرب في كل القطاعات المرتبطة أصلا بالازمة العامة للامبريالية و المتمثلة في الارتفاع المهول للاسعار ، و احتداد الازمة الاجتماعية ، و للازمة السياسية سيلجأ النظام القائم بالمغرب ، و بعد فشل كل محاولاته في احتواء غضب الجماهير و سقوط كل اقنعته ، الى تدشين سلسلة من التدخلات الهمجية في حق كل التحركات الجماهيرية ( صفرو ، سيدي افني ، بومالن دادس ، الخنيشات ... ) ، مخلفا بذلك شهداء ، معتقلين ، جرحى و معطوبين .
إلا أنه و إضافة الى رد هذه الجماهير الحازم على هجمات النظام و في كل المستويات ، فإنها استخلصت العديد من الدروس و العبر من هذا الصراع ، بل و تمرست في خضمه على العنف الثوري ، و استطاعت ابداع آلياتها الخاصة في الدفاع عن مصالحها .
و قد لعبت الحركة الطلابية و قيادتها النهج الديمقراطي القاعدي ، دورا طليعيا في سياق هذا الصراع ، حيث أبانت على دينامية نضالية عالية ، سواء في ذوذها المستميث على مصالح الجماهير الشعبية بصفة عامة عبر حضورها القوي الى جانبها ، أو من خلال الدفاع عن مصالح أبنائها من داخل الجامعات و صراعها المرير ضد مخططات النظام في قطاع التعليم ( الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، المخطط الاستعجالي ..) الهادفة الى خوصصة التعليم و جعله نخبويا ، و بدورها ( الحركة الطلابية ) ، ستلقى نصيبها الاوفر من القمع ، مقدمة بذلك تضحيات جمة ، فإضافة الى مئات الجرحى و المعطوبين سينضاف الى قافلة شهداء الحركة الطلابية ، و الشعب المغربي عريس آخر هو الشهيد المناضل عبد الرزاق الكادري ، بموقع مراكش الصامد ، ناهيك عن عشرات المعتقلين بكل من مراكش ، فاس ، مكناس ، أكادير ، الراشيدية ..
فإذا كانت الحركة الطلابية بموقع مراكش في السنتين الاخيرتين و في سياق المعركة المفتوحة مع النظام ، المؤطرة بشعار المجانية أو الاستشهاد عبر سلسلة التضحيات الكبيرة التي قدمتها ، قد ساهمت بشكل كبير في فضح مخططات النظام ، و في تحطيم وجهه البشع ، هاهو موقع فاس الصامد يأبى إلا أن يسجل اسمه بالبند العريض في صفحات الجرائم البشعة لنظام الحكم المطلق ، فبعد المواجهات البطولية التي خاضتها ضد النظام سواء التي جاءت نتيجة التضامن مع الشعب الفلسطيني الابي ، أو التي جاءت نتيجة معركة مقاطعة الامتحانات البطولية ، سيشن النظام القائم ، حملة اعتقالات واسعة في صفوف المناضلين ، ليحتفظ ب 10 رفاق منهم رهن الاعتقال الاحتياطي في الحملة الاولى و برفيق واحد في الحملة الثانية .
فإذا كنا كمعتقلين سياسيين ، و رغم كافة الاساليب الخسيسة التي يلجأ لها مغتصبوا شعبنا من أجل لجم صوتنا و كافة الاصوات الحرة الشريفة ، قد أكدنا و ها نحن نجدد التأكيد على أننا لن نتوانى لحظة في أن نفدي هذا الشعب الابي بارواحنا و أن ظروف السجن و الاعتقال لن تزيدنا الا صلابة و اصرارا على المضي قدما من أجل تحرير شعبنا ، بل أكثر من ذلك جسدنا عهدنا للشهداء ، على أننا عن دربهم لن نحيد بمعركتنا من داخل السجن ، من خلال اضرابنا عن الطعام لمدة 46 يوم ، و باقي خطواتنا النضالية غير المسبوقة ، كما هو الشان بالنسبة للمعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس الذين دشنوا أيام اعتقالهم الاولى بمعركة بطولية ضد النظام و إدارة السجن ليتأكد للكل بان النضال ضد الاعتقال السياسي و ضد الاجهاز على الحريات السياسية و النقابية هي معركة كل أحرار هذا الوطن ، و أن كل من يتوهم بأن الاعتقال يكسر الحركة ، ويوقف النضال ، فهو لم يستوعب بعد شعار : " اعتقالات ، استشهادات تؤجج النضالات " ، و أن محطة الاعتقال ما هي الا فرصة لتأجيج النضال و فرصة لتحويل السجون من قلاع القمع و الارهاب الى قلاع النضال ، و هنا لا يجب ان نغفل التنويه بالدور الكبير و البطولي الذي قامت و تقوم به عائلاتنا سواء من خلال تكسيرها للطوق الاعلامي الذي حاصر به النظام نضالاتنا داخل السجن ، او من خلال تضحياتهم بالغالي و النفيس في سبيل التعريف بقضيتنا و بخلفية اعتقالنا و النضال الى جانب رفاقنا ، ليس من أجل اطلاق سراحنا و فقط ، بل من أجل فضح مؤامرة النظام التي تحاك ضد الشعب المغربي ايضا ، وعيا منهم بان كل ابناء الشعب المغربي هم ابناؤهم . فاذا كان النظام قد زج بنا في سجونه القذرة بغية عزلنا ، فإنه لم يدرك بعد بان لنا اصوات تعرف بقضيتنا و قضية كل المعتقلين السياسيين ، دون كلل أو ملل ، فتحية لكم افراد عائلتنا الكبيرة ، أينما تواجدتم سواء في مراكش أو فاس او في كل ربوع الوطن .
كما لا يفوتنا في هذه المحطة النضالية التنديد بالاعتقالات التعسفية التي تعرض لها مناضلوا النهج الديمقراطي القاعدي بموقع فاس و بالترحيل القسري الذي تعرض له العديد من رفاقنا و تشتيثهم على سجون مختلفة ، و التنديد بالحكم على الرفيقة مريم باحمو ب 6 أشهر سجنا نافذة على خلفية شهادتها في ملف زهرة بودكور و التنديد كذلك بالحكم على الفيق محمد المؤدين ب 8 اشهر سجنا نافذة على خلفية مشاركته في تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني و شهادته في ملف اغتيال الشهيد عبد الرزاق الكادري و كذا في شهادته في ملف مجموعة زهرة بودكور، و بالمحاكمات الصورية التي تطالنا كمعتقلين سياسيين .
و في الاخير لا يفوتنا ان نحيي كل من ساهم من قريب او بعيد في احياء هاته المحطة النضالية ، كما لا يفوتنا ان ندعو كافة المناضلات و المناضلين الشرفاء و كافة المعتقلين السياسيين من ابناء شعبنا و افراد عائلاتنا اينما تواجدوا الى المزيد من رص الصفوف و تكثيف الجهود ، و توحيد النضالات و توجيهها خدمة للمصالح العليا لهذا الوطن الجريح من أجل الحريات السياسية . و تحية نضالية .
عن المعتقلين السياسيين بالسجن المحلي بولمهارز بمراكش
04/04/2009
0 commentaires:
إرسال تعليق