المعتقل السياسي : يوسف مشد وفي
رقم الاعتقال : 94600
قبل البدء لابد من التذكير بأن هذه الحلقة من مسلسل تعاطي النظام القائم مع مناضلي و مناضلات و أبناء الجماهير الشعبية لا تختلف عن سابقاتها من الحلقات باستثناء بعض الآليات الجديدة / القديمة التي مازال يراهن في استعماله لها على فعاليتها ، رغم أنه تبقى الدروس تلو الدروس من لا جدواها مع أبناء هذا الشعب الأبي الذي لازال في جعبته المزيد من الدروس ليلقنها لمكن لا يستوعب الدرس جيدا . أما البداية فقد كانت فيلما هوليوديا بامتياز ، جحافل من قوات القمع مسلحة بشتى أنواع الأسلحة و أغربها لدرجة أن النظام القائم لم يكتفي بنزع أراضي الفلاحين و امتصاص عرقهم ، بل أصبح يزاحمهم في الأسواق لتسليح جيشه الهمجي بالعصي المخصصة للفؤوس و المعاول. كل هذه الأسلحة ستنهال على رؤوسنا و باقي أنحاء جسدنا لتكون النتيجة : دماء ، كسور ، جروح غائرة في أغلب الجسد ، و فتحات غائرة على مستوى الرأس بالنسبة للبعض. ليتم الانتقال إلى مرحلة ثانية لن تكون أقل وحشية من الأولى ، حيث تم إدخالنا إلى سيارة من سيارات القمع مقيدي الأيدي على نغمات الرفس و التعذيب التي تتخللها في كل الأحيان مقطوعات من السب و الشتم و التهديد بالاغتصاب و التبول على أجسادنا ، و أشياء أخرى تمنعني أخلاقي من ذكرها. و بضعة عشرات من الأمتار من السير ستنضاف إلينا رفيقة لتنال بدورها نصيبها مضاعفا مع شيء من الإضافات النوعية دون نسيان وصية أسيادهم بتعنيفها منذ انطلاق السيارة و حتى وصولها إلى المخفر.
أما داخل المخفر فقد كان الكل على استعداد لاستقبالنا من الأدنى رتبة إلى أعلاها – حسب تصنيفاتهم – كالكلاب المسعورة ليتبدل الديكور و تبقى المسرحية مستمرة إلا أن أول خطوة سيقدمون عليها داخل المخفر كانت وضع عصابات سميكة على أعيننا لحجب الرؤية - و هنا بداية جديدة - . فالضربات تأتي من كل صوب و حدب ، و السب و الشتم و التهديد يأتي من أفواه كثيرة و بلكنات مختلفة ، ليتم الانتقال إلى جولات الاستنطاق المرفقة بحصص التعذيب الجسدي و النفسي منة قبل عدة أجهزة ، ابتداء من إجبارنا على الجلوس جلسات متعبة جدا ، و منعنا من الشرب و التبول ، إلى تضييق القيود على أيادينا بطريقة متعمدة أسفرت عن جروح في أيادينا . و بعد قرابة 12 ساعة من الضرب و التعذيب و التنقيل بين مكتب و آخر و نحن مقيدي الأيدي و معصوبي العينين . مع كل هذا الضرب و التنكيل و التعذيب و الإرهاب النفسي ، سيتم أنزالنا إلى قبو الكوميسارية ليتم رمينا و منعنا من الأكل و التدخين ، لننام بضع ساعات من الليل بدون غطاء و بدون فراش . لتبدأ مع صباح اليوم الموالي جولات الاستنطاق المرفقة بالتعذيب بشكل فردي ، حيث تفانى خدام النظام الطيعين في تعذيبنا من حراس القبو حتى أعلى المسؤولين في قوات القمع. لتتم إعادة نفس السيناريو في اليوم الثالث بنفس الشكل و نفس الوحشية خصوصا بعد رفضنا التوقيع على محاضر كلها تحمل تهم ملفقة جملة و تفصيلا.
أما بعد إحالتنا على السجن المدني بولمهارز فسيأخذ السيناريو منحى آخر حيث سيتم عزل بعضنا عن الآخر، و رفض طلبنا للحوار مع مدير السجن في البداية إلى درجة تمزيق طلب الحوار في وجه بعض الرفاق ، بالإضافة إلى سلسلة من الاستفزازات و الدفع و التهديد من طرف بعض الحراس . إضافة إلى مهزلة منعنا من الخزانة و حشرنا مع العشرات من سجناء الحق العام في جو كل ضوضاء و فوضى لا تتوفر فيه أبسط شروط العيش فما أدراك بالتحصيل العلمي ، و رفض تفهم وضعيتنا الخاصة و ما لنا من احتياجات و متطلبات يحتاجها من أجل التحصيل العلمي و جمعنا في الأمكنة المخصصة للطلبة.
إلا أنه وجب التذكير أنه رغم كل هذه التلاوين من القمع و الأصناف من التعذيب فقد لقن الرفاق و الرفيقة النظام القائم درسا ثمينا في الصمود أمام التعذيب. كما أن كل هذا لم يزدهم إلا صمودا و إيمانا بعدالة قضيتهم. و بعدالة مطالب الحركة الطلابية ، بل أكثر من ذلك زاد من ترسيخ قناعاتهم المرسخة أصلا و التي أصبحت تشق الفولاذ فبالأحرى خدام نظام لا يحترم حتى نفسه .
رقم الاعتقال : 94600
قبل البدء لابد من التذكير بأن هذه الحلقة من مسلسل تعاطي النظام القائم مع مناضلي و مناضلات و أبناء الجماهير الشعبية لا تختلف عن سابقاتها من الحلقات باستثناء بعض الآليات الجديدة / القديمة التي مازال يراهن في استعماله لها على فعاليتها ، رغم أنه تبقى الدروس تلو الدروس من لا جدواها مع أبناء هذا الشعب الأبي الذي لازال في جعبته المزيد من الدروس ليلقنها لمكن لا يستوعب الدرس جيدا . أما البداية فقد كانت فيلما هوليوديا بامتياز ، جحافل من قوات القمع مسلحة بشتى أنواع الأسلحة و أغربها لدرجة أن النظام القائم لم يكتفي بنزع أراضي الفلاحين و امتصاص عرقهم ، بل أصبح يزاحمهم في الأسواق لتسليح جيشه الهمجي بالعصي المخصصة للفؤوس و المعاول. كل هذه الأسلحة ستنهال على رؤوسنا و باقي أنحاء جسدنا لتكون النتيجة : دماء ، كسور ، جروح غائرة في أغلب الجسد ، و فتحات غائرة على مستوى الرأس بالنسبة للبعض. ليتم الانتقال إلى مرحلة ثانية لن تكون أقل وحشية من الأولى ، حيث تم إدخالنا إلى سيارة من سيارات القمع مقيدي الأيدي على نغمات الرفس و التعذيب التي تتخللها في كل الأحيان مقطوعات من السب و الشتم و التهديد بالاغتصاب و التبول على أجسادنا ، و أشياء أخرى تمنعني أخلاقي من ذكرها. و بضعة عشرات من الأمتار من السير ستنضاف إلينا رفيقة لتنال بدورها نصيبها مضاعفا مع شيء من الإضافات النوعية دون نسيان وصية أسيادهم بتعنيفها منذ انطلاق السيارة و حتى وصولها إلى المخفر.
أما داخل المخفر فقد كان الكل على استعداد لاستقبالنا من الأدنى رتبة إلى أعلاها – حسب تصنيفاتهم – كالكلاب المسعورة ليتبدل الديكور و تبقى المسرحية مستمرة إلا أن أول خطوة سيقدمون عليها داخل المخفر كانت وضع عصابات سميكة على أعيننا لحجب الرؤية - و هنا بداية جديدة - . فالضربات تأتي من كل صوب و حدب ، و السب و الشتم و التهديد يأتي من أفواه كثيرة و بلكنات مختلفة ، ليتم الانتقال إلى جولات الاستنطاق المرفقة بحصص التعذيب الجسدي و النفسي منة قبل عدة أجهزة ، ابتداء من إجبارنا على الجلوس جلسات متعبة جدا ، و منعنا من الشرب و التبول ، إلى تضييق القيود على أيادينا بطريقة متعمدة أسفرت عن جروح في أيادينا . و بعد قرابة 12 ساعة من الضرب و التعذيب و التنقيل بين مكتب و آخر و نحن مقيدي الأيدي و معصوبي العينين . مع كل هذا الضرب و التنكيل و التعذيب و الإرهاب النفسي ، سيتم أنزالنا إلى قبو الكوميسارية ليتم رمينا و منعنا من الأكل و التدخين ، لننام بضع ساعات من الليل بدون غطاء و بدون فراش . لتبدأ مع صباح اليوم الموالي جولات الاستنطاق المرفقة بالتعذيب بشكل فردي ، حيث تفانى خدام النظام الطيعين في تعذيبنا من حراس القبو حتى أعلى المسؤولين في قوات القمع. لتتم إعادة نفس السيناريو في اليوم الثالث بنفس الشكل و نفس الوحشية خصوصا بعد رفضنا التوقيع على محاضر كلها تحمل تهم ملفقة جملة و تفصيلا.
أما بعد إحالتنا على السجن المدني بولمهارز فسيأخذ السيناريو منحى آخر حيث سيتم عزل بعضنا عن الآخر، و رفض طلبنا للحوار مع مدير السجن في البداية إلى درجة تمزيق طلب الحوار في وجه بعض الرفاق ، بالإضافة إلى سلسلة من الاستفزازات و الدفع و التهديد من طرف بعض الحراس . إضافة إلى مهزلة منعنا من الخزانة و حشرنا مع العشرات من سجناء الحق العام في جو كل ضوضاء و فوضى لا تتوفر فيه أبسط شروط العيش فما أدراك بالتحصيل العلمي ، و رفض تفهم وضعيتنا الخاصة و ما لنا من احتياجات و متطلبات يحتاجها من أجل التحصيل العلمي و جمعنا في الأمكنة المخصصة للطلبة.
إلا أنه وجب التذكير أنه رغم كل هذه التلاوين من القمع و الأصناف من التعذيب فقد لقن الرفاق و الرفيقة النظام القائم درسا ثمينا في الصمود أمام التعذيب. كما أن كل هذا لم يزدهم إلا صمودا و إيمانا بعدالة قضيتهم. و بعدالة مطالب الحركة الطلابية ، بل أكثر من ذلك زاد من ترسيخ قناعاتهم المرسخة أصلا و التي أصبحت تشق الفولاذ فبالأحرى خدام نظام لا يحترم حتى نفسه .
0 commentaires:
إرسال تعليق