بعد أربعين يوما من الإضراب البطولي عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون السياسيون بسجن بولمهارز السيء الذكر، وبعد أزيد من ثلاثة أشهر عن المعركة التي فجرتها الجماهير الطلابية بموقع مراكش، أصبحت دراسة هده المعركة وتحديد اتجاهاتها أمرا استعجاليا وضروريا حتى نستخلص الدروس الكثيرة التي لقنتنا إياها الجماهير الطلابية بمعية كوكبة من الشباب الشيوعي الذي استرخص كل شيء في سبيل حرية و كرامة هدا الشعب. فما هي النتائج التي حققتها هذه المعركة و كيف يمكن تثبيتها وترسيخها للذهاب قدما أكثر فأكثر ؟
سوف نحاول من خلال هذه الأسطر تسليط الضوء على أهم القضايا التي أثارتها هذه المعركة مبرزين في ذات الوقت الاتجاهات العامة لتطوير أداء الحركة الشيوعية ببلادنا .
لقد استطاعت معركة الرفاق و الرفيقات بموقع مراكش أن تخلق دينامية قوية في صفوف العديد من المناضلات و المناضلين و أكدت بقوة العديد من الموضوعات الماركسية ـ اللينينية ـ الماوية وعلى رأسها الموضوعات المرتبطة بخط الجماهير، حيث استطاعت الشيوعيات و الشيوعيون من خلال إيمانهم المطلق بقوة الجماهير وقناعتهم بأنها هي صانعة التاريخ من خلال معرفة كيفية استنهاضها و رفع وعيها السياسي ضد العدو الطبقي حيث عرفت هذه المعركة مشاركة الآلاف من الجماهير الطلابية وقد كان ذلك بمثابة الحصن الحصين لاستمرار المعركة ووصولها إلى تلك الدرجة من المناعة ضد هجومات قوى القمع كما أن انخراط الشيوعيات والشيوعيين في تلك المعركة قد كان له عظيم الأثر على معنوياتهم التي لم تزدد إلا صلابة ووضوحا.
لقد أعطتنا هده المعركة البطولية نموذجا أصيلا للمناضلة والمناضل الثوري الذي يتربى إلى جانب الجماهير و في قلب معارك الجماهير .
إن هذه المعركة وخصوصا في مرحلتها الأخيرة قد ألقت بظلالها على الحركة الشيوعية ببلادنا بل وعلى النطاق العالمي كله.
لقد تمكن 18 مناضلا ومناضلة من نقل معركتهم إلى قلب الحركة الشيوعية ببلادنا فلا السجن ولا السجان ولا التعتيم الإعلامي الممنهج إستطاع حصارهم، فالإضراب البطولي عن الطعام الذي اتخذه هؤلاء الشباب كشكل من أ شكال الدفاع عن مطالبهم المباشرة داخل السجن و كذا كوسيلة لتبيان صحة مواقفهم الإديولوجية والسياسية قد عرف نجاحا باهرا تؤكده كل الوقائع الحالية .
إن معركة هؤلاء الشباب الشيوعي قد خلفت دينامية حقيقية وسط العديد من المناضلات وأرجعت موضوعات اليسار الثوري داخل الساحة موضحة في ذات الوقت الواقع الحقيقي للحركة الشيوعية والواقع الحقيقي لمختلف التيارات والخطوط داخلها. لقد أوضحت هذه المعركة البطولية العجز السياسي لدى البعض وأثبتت كذلك طغيان الحسابات السياسية الضيقة على حساب المسائل المبدئية لدى البعض الآخر خصوصا أولئك الذين عقدوا القران مع الصمت . وأثبتت أيضا محدودية آفاق البعض الأخر و انحصار تفكيرهم وعملهم في السقف الحقوقي المحض، لكنها اثبتت أيضا أن هناك من يستطيع تحمل مسؤوليتهم في اللحظات الحالكة والصعبة.
صحيح أن هذه المعركة ليست إلا المقدمة وليست إلا مناوشات في الصفوف الأمامية لجيل استطاع استيعاب الموضوعات الحقيقية لماركس ـ لينين ـ وماو وللمهام السياسية المطروحة على عاتق الثوريين ببلادنا، لكن بالرغم من ذلك فإن هذه المعركة قد تركت اثرا عظيما في صفوف كل الفاعلين داخل الحقل السياسي بالبلاد.
إن هذه المعركة التي فجرها هؤلاء الشيوعيون والشيوعيات من أجل الحق في التعليم والحق في الحرية السياسية قد كشفت أن النظام بالرغم من اعترافه بفشل الميثاق لا زال عازما على تخريب التعليم وقد نصب للإشراف على ذلك وزير التربية الوطنية الرئيس الأسمي لما سمي (حركة لكل الديموقراطيين ) وبهذا تكون هذه المعركة أيضا قد نزعت القناع تماما عن هذه الحركة الرجعية وأوضحت بذلك أنها ليست سوى حركة لكل الديكتاتوريين الأنذال.
إن الإضراب البطولي عن الطعام لرفيقتنا ورفاقنا بسجن بولمهارز الذي دخل يومه الأربعون دون أن يسجل أي تدخل لوزارة العدل بل ومحاولة إغتيال رفيقنا مراد الشويني قد كشف أيضا لمن ابتلع الوهم طينة الحزب الذي يمثله وزير العدل في الحكومة الرجعية الحالية ، نعم إن هذه الحكومة كما غيرها تفتقد إلى أدنى حد من " الإستقلالية " فهي لا تعدو أن تكون جهازا لتنفيذ وصايا التظام الرجعي والتحالف الطبقي المسيطر، لكن وجود حزب على رأس وزارة العدل يدعي أو لا زالت على الأقل بعض تياراته تتغنى بضرورة الإنتقال إلى جانب الجماهير لا يعدو في حقيقة الأمر سوى ديماغوجية مقيتة قد راهن عليها بعض ممن لا زالوا يحسبون أنفسهم على "اليسار".
إن معركة الرفاق داخل السجن قد أزالت كل هذه الأقنعة كاشفة الوجه الرجعي لهذا الحزب وحقيقة عدائه ـ كما غيره ـ لكل الشيوعيين والشيوعيات. إن خلاصة ذلك لا تعني موقفنا وعلاقتنا من هذا الحزب بل ومن الأحزاب والتيارات التي لا زالت تتوهم بإمكانية التحالف معه لخدمة مصالح الجماهير .
ها هي ذي أيها السادة كوكبة من الشباب الشيوعي الملتزم بقضايا الجماهبر يعري كل أقنعة الإنتهازيين والرجعيين ويكشف حقيقة ادعائاتهم حول "الحق والقانون" و "حقوق الإنسان" وغيرها من الشعارات الديماغوجية.
إن معركة مراكش وخصوصا معركة الرفاق داخل سجن بولمهارز السئ الذكر، قد استطاعت بفعل الصمود الذي أبان عنه المعتقلون وعلى رأسهم الرفيقة زهرة من إعطاء دينامية قوية وصورة مغايرة عن النضال بمغرب اليوم ومغرب المستقبل، وقد تُرجم ذلك من خلال توسع الحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين، إن هذه الحركة التضامنية قد شهدت هي الأخرى زخما نضاليا في العديد من المناطق وقد شارك فيه أيضا العديد من الحقوقيين والحقوقيات، لكن وبالرغم من كل ذلك فالنظام القائم قد أبان عن تعنت مقيت أمام مطالب المعتقلين والحركة التضامنبة معهم، إن كل ذلك يثبت للمرة الألف طبيعة هذا النظام الدموي وتعطشه الجنوني لسفك الدماء، ويوضح للمرة المليون أنه لا بديل عن دكه وتحطيم أسسه الطبقية حتى نستطيع الحديث عن الحرية والديموقراطية، إن ذلك قد أبان عن محدودية النضال الحقوقي وانسداد أفقه أمام نظام رجعي دموي حتى النخاع، كل ذلك يثبت أيضا أي طريق للخلاص وبأية وسائل يمكن الوصول إليه.
إن معركة مراكش قد أثبتت أن الشيوعيين والشيوعيات يمتلكون من القوة والدينامية ما يكفي لقلب المعادلات، إلا أن المسألة الأساسية هي كيفية الإستفادة من ذلك وتطوير هذا الأداء نحو الأمام لما فيه من مصلحة للحركة الشيوعية ببلادنا ولمصلحة كافة الجماهير الشعبية.
يتبع....
ابراهيم المغربي
سوف نحاول من خلال هذه الأسطر تسليط الضوء على أهم القضايا التي أثارتها هذه المعركة مبرزين في ذات الوقت الاتجاهات العامة لتطوير أداء الحركة الشيوعية ببلادنا .
لقد استطاعت معركة الرفاق و الرفيقات بموقع مراكش أن تخلق دينامية قوية في صفوف العديد من المناضلات و المناضلين و أكدت بقوة العديد من الموضوعات الماركسية ـ اللينينية ـ الماوية وعلى رأسها الموضوعات المرتبطة بخط الجماهير، حيث استطاعت الشيوعيات و الشيوعيون من خلال إيمانهم المطلق بقوة الجماهير وقناعتهم بأنها هي صانعة التاريخ من خلال معرفة كيفية استنهاضها و رفع وعيها السياسي ضد العدو الطبقي حيث عرفت هذه المعركة مشاركة الآلاف من الجماهير الطلابية وقد كان ذلك بمثابة الحصن الحصين لاستمرار المعركة ووصولها إلى تلك الدرجة من المناعة ضد هجومات قوى القمع كما أن انخراط الشيوعيات والشيوعيين في تلك المعركة قد كان له عظيم الأثر على معنوياتهم التي لم تزدد إلا صلابة ووضوحا.
لقد أعطتنا هده المعركة البطولية نموذجا أصيلا للمناضلة والمناضل الثوري الذي يتربى إلى جانب الجماهير و في قلب معارك الجماهير .
إن هذه المعركة وخصوصا في مرحلتها الأخيرة قد ألقت بظلالها على الحركة الشيوعية ببلادنا بل وعلى النطاق العالمي كله.
لقد تمكن 18 مناضلا ومناضلة من نقل معركتهم إلى قلب الحركة الشيوعية ببلادنا فلا السجن ولا السجان ولا التعتيم الإعلامي الممنهج إستطاع حصارهم، فالإضراب البطولي عن الطعام الذي اتخذه هؤلاء الشباب كشكل من أ شكال الدفاع عن مطالبهم المباشرة داخل السجن و كذا كوسيلة لتبيان صحة مواقفهم الإديولوجية والسياسية قد عرف نجاحا باهرا تؤكده كل الوقائع الحالية .
إن معركة هؤلاء الشباب الشيوعي قد خلفت دينامية حقيقية وسط العديد من المناضلات وأرجعت موضوعات اليسار الثوري داخل الساحة موضحة في ذات الوقت الواقع الحقيقي للحركة الشيوعية والواقع الحقيقي لمختلف التيارات والخطوط داخلها. لقد أوضحت هذه المعركة البطولية العجز السياسي لدى البعض وأثبتت كذلك طغيان الحسابات السياسية الضيقة على حساب المسائل المبدئية لدى البعض الآخر خصوصا أولئك الذين عقدوا القران مع الصمت . وأثبتت أيضا محدودية آفاق البعض الأخر و انحصار تفكيرهم وعملهم في السقف الحقوقي المحض، لكنها اثبتت أيضا أن هناك من يستطيع تحمل مسؤوليتهم في اللحظات الحالكة والصعبة.
صحيح أن هذه المعركة ليست إلا المقدمة وليست إلا مناوشات في الصفوف الأمامية لجيل استطاع استيعاب الموضوعات الحقيقية لماركس ـ لينين ـ وماو وللمهام السياسية المطروحة على عاتق الثوريين ببلادنا، لكن بالرغم من ذلك فإن هذه المعركة قد تركت اثرا عظيما في صفوف كل الفاعلين داخل الحقل السياسي بالبلاد.
إن هذه المعركة التي فجرها هؤلاء الشيوعيون والشيوعيات من أجل الحق في التعليم والحق في الحرية السياسية قد كشفت أن النظام بالرغم من اعترافه بفشل الميثاق لا زال عازما على تخريب التعليم وقد نصب للإشراف على ذلك وزير التربية الوطنية الرئيس الأسمي لما سمي (حركة لكل الديموقراطيين ) وبهذا تكون هذه المعركة أيضا قد نزعت القناع تماما عن هذه الحركة الرجعية وأوضحت بذلك أنها ليست سوى حركة لكل الديكتاتوريين الأنذال.
إن الإضراب البطولي عن الطعام لرفيقتنا ورفاقنا بسجن بولمهارز الذي دخل يومه الأربعون دون أن يسجل أي تدخل لوزارة العدل بل ومحاولة إغتيال رفيقنا مراد الشويني قد كشف أيضا لمن ابتلع الوهم طينة الحزب الذي يمثله وزير العدل في الحكومة الرجعية الحالية ، نعم إن هذه الحكومة كما غيرها تفتقد إلى أدنى حد من " الإستقلالية " فهي لا تعدو أن تكون جهازا لتنفيذ وصايا التظام الرجعي والتحالف الطبقي المسيطر، لكن وجود حزب على رأس وزارة العدل يدعي أو لا زالت على الأقل بعض تياراته تتغنى بضرورة الإنتقال إلى جانب الجماهير لا يعدو في حقيقة الأمر سوى ديماغوجية مقيتة قد راهن عليها بعض ممن لا زالوا يحسبون أنفسهم على "اليسار".
إن معركة الرفاق داخل السجن قد أزالت كل هذه الأقنعة كاشفة الوجه الرجعي لهذا الحزب وحقيقة عدائه ـ كما غيره ـ لكل الشيوعيين والشيوعيات. إن خلاصة ذلك لا تعني موقفنا وعلاقتنا من هذا الحزب بل ومن الأحزاب والتيارات التي لا زالت تتوهم بإمكانية التحالف معه لخدمة مصالح الجماهير .
ها هي ذي أيها السادة كوكبة من الشباب الشيوعي الملتزم بقضايا الجماهبر يعري كل أقنعة الإنتهازيين والرجعيين ويكشف حقيقة ادعائاتهم حول "الحق والقانون" و "حقوق الإنسان" وغيرها من الشعارات الديماغوجية.
إن معركة مراكش وخصوصا معركة الرفاق داخل سجن بولمهارز السئ الذكر، قد استطاعت بفعل الصمود الذي أبان عنه المعتقلون وعلى رأسهم الرفيقة زهرة من إعطاء دينامية قوية وصورة مغايرة عن النضال بمغرب اليوم ومغرب المستقبل، وقد تُرجم ذلك من خلال توسع الحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين، إن هذه الحركة التضامنية قد شهدت هي الأخرى زخما نضاليا في العديد من المناطق وقد شارك فيه أيضا العديد من الحقوقيين والحقوقيات، لكن وبالرغم من كل ذلك فالنظام القائم قد أبان عن تعنت مقيت أمام مطالب المعتقلين والحركة التضامنبة معهم، إن كل ذلك يثبت للمرة الألف طبيعة هذا النظام الدموي وتعطشه الجنوني لسفك الدماء، ويوضح للمرة المليون أنه لا بديل عن دكه وتحطيم أسسه الطبقية حتى نستطيع الحديث عن الحرية والديموقراطية، إن ذلك قد أبان عن محدودية النضال الحقوقي وانسداد أفقه أمام نظام رجعي دموي حتى النخاع، كل ذلك يثبت أيضا أي طريق للخلاص وبأية وسائل يمكن الوصول إليه.
إن معركة مراكش قد أثبتت أن الشيوعيين والشيوعيات يمتلكون من القوة والدينامية ما يكفي لقلب المعادلات، إلا أن المسألة الأساسية هي كيفية الإستفادة من ذلك وتطوير هذا الأداء نحو الأمام لما فيه من مصلحة للحركة الشيوعية ببلادنا ولمصلحة كافة الجماهير الشعبية.
يتبع....
ابراهيم المغربي
0 commentaires:
إرسال تعليق