الحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين وسؤال الوحدة
"إن شعارنا في النضال من أجل الحرية السياسية ليس هو النضال ضد الكل و انكار الاتحاد، كما أنه ليس الاتحاد مع الجميع و اتكار النضال"
بعد ازيد من خمسة أشهر من انطلاق المعركة البطولية للجماهير الطلابية بموقع مراكش وبعد أزيد من 35 يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام الدي يخوضه المعتقلون السياسيون بسجن بولمهارز السيىء الدكر .ورغم الحصار الاعلامي الممنهج الدي تقوده الرجعية وبعض التيارات الانتهازية استطاعت المعركة ان تكسر هدا الطوق لتمتد خارج حدود الوطن ,واستطاعت ان تلف حولها العديد من الضماْْئرالحية حيث أصبحت الحركة التضامنية أكثر اتساعا وشمولا . ان هدا الواقع قد طرح العديد من التساؤلات الحقيقية عن مضمون هده الحركة واتجاهاتها ودروسها أيضا .وهو ما سنحاول تناوله من بعض الجوانب التي نرى أن لها طابعا استعجاليا على أن نتناول جوانب أخرى فيما بعد .
وأول ما يمكن أن نطرحه من أسئلة في هدا الباب هي عن من شارك في هدا النجاح والتطور الدي عرفته هده الحركة التضامنية .
من دون شك أن أول المساهمين وان كانوا غير مباشرين انما هم المعتعقلون السياسيون أنفسهم فحجم صمودهم أمام الالة القمعية الرهيبة لهدا النظام الدموي وقناعتهم بهويتهم السياسية والاديولوجية وعدالة القضية التي يدافعون عنها هي الارضية التي أنعشت الحركة التضامنية نفسها ,يأتي بعد دلك و بدون منازع نضالات العائلات التي تشكلت بعد أر بعة أيام من الاعتقالات الهمجية التي تعرض لها الرفاق والرفيقات فالتضحيات الجسام التي قدمتها العائلات ماديا و معنويا وحجم الصمود والتبني المطلق لما يدافع عنهم أبناءهم المعتقلون السياسيون .قد قدم شحنة إضافية وقوية داخل الحركة التضامنية، إن نضال العائلات قد شكل بدون شك الحصن المنيع للمحاولات التي قانت بها الرجعية بشتى تلاوينها لضرب الحركة التضامنية وإحكام الطوق على معركة الرفاق والرفيقات.
رفاق ورفيقات المعتقلين بموقع مراكش كان لهم الأثر الكبير للدفع بالمعركة الى الأمام بتفجيرهم للعديد من التظاهرات والمسيرات بالأحياء الشعبية بمراكش وقرب سجن بولمهارز السيء الذكر، لجنة التضامن المحلية بمراكش قد لعبت دورا بارزا وقويا في ضمان استمرار وتطور هذه الحرمكة التضامنية من خلال تحركها على الواجهة الإعلامية والميدانية بجميع مستوياتها، لقد توجت هذه الحركية بتأسيس الهيئة الوطنية لدعم المعتقلين السياسيين بمراكش، هذه الهيئة شكلت إضافة حقيقية للحركة التضامنية واعطتها ايضا إشعاعا وطنيا مساهمة بذلك في النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفك الطوق الاعلامي الرهيب الذي كان مفروضا على معركة الرفاق والرفيقات. وسط كل هذه المعادلات وسط كل معادلة يمكن استخراج العديد من العوامل التي أثارت ولازالت تثير العديد من الجدل والسؤال وهنا اخص بالتحديد العلاقة بين المكونات السياسية التي ساهمت ولا تزال تساهم في هذه الدينامية. إن هذا السؤال وما يحمله من اسئلة فكرية وسياسية قد طرحته كل هاته الأحداث بقوة اكبر وكان من الواجب معالجته حتى لا يترك المجال مفتوحا للصيد في الماء العكر من طرف بعض الطفيليين والانتهازيين، وحتى نكون واضحين اكثر من هي الاطراف السياسية التي دعمت هاته الحركة التضامنية؟ إنها بالدرجة الأولى مجموعة من الشيوعيات والشيوعيين الذين يتبنون نفس الأطروحات الفكرية والسياسية للرفاق المعتقلين،و مجموعة من المناضلين بالعديد من المناطق على رأسها الرباط البيضاء و زاكورة و وكذا مناضلي او بعض مناضلي بعض التيارات السياسية و منهم على الخصوص بعض مناضلي حزب النهج الديمقراطي سواء من خلال انتمائهم السياسي او عبر الجمعية المغربية لحقوق الانسان، هذا هو واقع الحركة التضامنية قبلناه أو رفضناه.
إن هذا الواقع الذي جعل خطين سياسيين بينهما العديد من الاختلافات الايديولوجية والسياسية في قلب نفس المعركة وإن بحدة تختلف من هذا لذاك، قد طرح هذا السؤال حيث حاول البعض استغلاله بشكل انتهازي لضرب المعركة وتحويل اتجاهاتها وأهدافها _ وإن كان ذلك بدون وعي_ وهو ما فرض ضرورة التوضيح.
إن اختلافنا مع الرفاق داخل حزب النهج الديمقراطي وصراعنا ضد أطروحاته الفكرية والسياسية هو امر يعرفه جيدا حتى هؤلاء الرفاق كما يعرفون اننا نعي جيدا نقدهم وصراعهم ضد أفكارنا و مواقفنا السياسية بشكل عام. لكن هذا السبب وحده غير كاف، بل ومضحك لأن يجعلنا غير قادرين على التوحد على أرضية الدفاع عن مطلب او مطالب مشتركة، فالحركة الشيوعية العالمية مليئة بالدروس والتعاليم عن هذه المسألة وعن الموقف الصبياني منها أيضا، فلينين قد دافع بشدة عن تحالف الحزب مع الماركسيين الشرعيين من اجل نشر الماركسية وهو يعلم جيدا التاثير السلبي الذي قد يتركه هؤلاء لذلك أرفقه بشرط هو التحالف مع النقد. نحن نسير على هذا الخط ونضيف إليه اطروحات قائدنا العظيم وملهمنا الرفيق ماو تسي تونغ، إد نتبنى أطروحته حول الوحدة، اي وحدة_ صراع_ وحدة ،مقتنعين بان الوحدة شيء نسبي ومؤقت أما الصراع فهو مطلق.
بعض الرفاق بالنهج الديمقراطي يركزون في دعايتهم ودفاعهم عن المعتقلين السياسيين على الهوية السياسية لهؤلاء المعتقلين، البعض الآخر وهو الأكثرية لحد الآن ينطلقون في دفاعهم عن المعتقلين السياسيين من هوية حقوقية محضة مهملين "عن وعي او بدونه" الهوية الفكرية والسياسية للمعتقلين.
هذا واقع مكشوف للجميع، ومن السخف ان تفرض على اي كان ان يدعم المعتقلين السياسيين كما نرى نحن للمسألة، ما يمكن قوله في هذا الصدد هو واجباتنا نحن تجاه هذا الاتجاه، اي تبيان الهوية الفكرية والسياسية لهؤلاء الرفاق المعتقلين وتثبيت الموضوعات الفكرية والساسية التي شكلت خلفية نضالهم وتحركاتهم.
لقد اطلعنا على بعض المداخلات التي سجلها بعض الرفاق تضامنا مع المعتقلين، إحدى تلك المداخلات قالت إن هؤلاء الشباب الموجودين داخل السجن" هم في رعيان عمرهم ويحلمون بأن ينالوا شهاداتهم الجامعية يؤسسون أسرة ومنزلا وسيارة، ويحلمون في ان يعيشوا بكرامة...." نكون صبية إن هاجمنا صحاحب هذا الكلام رغم أننا لا نتفق عليه ولا نتفق على خلفياته، نكون مدمرين إن قلنا لهذا الرفيق صاحب الكلام كف عن تضامنك إن كان بهذا الشكل. إن ما يمكن أن نفعله هنا هو الرد على هذاا الرفيق وتذكيره بأن أحلام المعتقلين هي اكبر من ذلك، إنهم يقدمون حرياتهم ودمائهم فداء لشعبهم، من اجل مجانية التعليم ومن أجل حرية الشعب ككل.
إن واجبنا اتجاه الرفاق وللرد على مثل هذا الكلام هو الدعاية للهوية الفكرية والسياسية لرفاقنا القابعين بسجون النظام الديكتاتوري بالمغرب، هذا هو الشكل الذي نجابه به الواهمين بالمرجعيات الحقوقية. نحن نرفع شعار " الثورة تبرر نفسها" نردده في كل مكان وزمان وندافع عنه بكل قوة ، نحن نختلف مع الرفاق بالجمعية المغربية لحقوق الانسان حول منطلقاتهم الفكرية التي نعتبرها برجوازية، لكننا نحترمهم عندما يدافعون عن قضايا الشعب المغربي وننتقد فيهم ميلهم لعب دور الملطف، وهذا كله لا يمنعنا من التواجد معهم في قلب الحركة الجماهيرية بالتنسيقيات بالجامعات وبالحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين...الخ
أن يتوفق هؤلاء الرفاق في تسييد رؤيتهم داخل حركة ما أو معركة ما فهذا ليس مشكلهم بل مشكلنا نحن بتقاعسنا وعدم جديتنا وعدم بدل المجهودات المطلوبة...الخ
إن التاريخ اليوم يشهد و يسجل أن العديد من الرفاق الذين يدعون تبنيهم للثورة هم اليوم أخرس من الحجر الصم صامتين بشكل يدعوا الى التقزز، نظرا ربما لحسابات ضيقة. أخرجوا من صمتكم أيها الرفاق وتجردوا من انانيتكم وضيق أفقكم.
"إن شعارنا في النضال من أجل الحرية السياسية ليس هو النضال ضد الكل و انكار الاتحاد، كما أنه ليس الاتحاد مع الجميع و اتكار النضال"
هذا هو شعارنا داخل معركة التضامن مع المعتقلين السياسيين
ومن كان يهاب ويتردد في ان يقود معارك من هذا الحجم وعلى النطاق الوطني خوفا من الآخرين ومن مناوراتهم فيجب ان يعلم انه لن يفعل شيء ويظل هامشي الى الأبد.
مزيدا من الوضوح
مزيدا من النضال
ابراهيم المغربي
0 commentaires:
إرسال تعليق