معركة المعتقلين السياسيين بمراكش – دروس و عبر-
اليوم يدخل المعتقلين السياسيين بسجن بولمهارز بمراكش ،40 يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام ، نضال الجماهير بالموقع يزداد ترسخا و جذرية ، العائلات أثبتت قدرتها على فرض إيقاع متقدم من النضال و الصمود ،الحركة التضامنية مع المعتقلين تتسع أكثر و تجلب نحوها المزيد من المناضلات و المناضلين يتجاوز إشعاع هاته المعركة حدود الوطن لتصل الى فرنسا ، بلجيكا ، ألمانيا ، الشيلي ، العراق ... الكل يقف أمام عظمة هذا الشباب الثوري ، أمام صمودهم ، عنفوانهم و صلابتهم أمام الجلادين ، بكل أجهزتهم القمعية { تعذيب نفسي ، مادي ، و سجن...} . الرفيقة زهرة لها وقع خاص داخل هذه المعركة فقد استطاعت بعث سعيدة بإرادتها و قوتها و صلابتها ز حبها المتدفق اللامتناهي لهذا الوطن و قد أعادت مسألة النساء الى واجهة النضال ، و أثبتت أن قوة النساء لا تقهر إن هن أدركن واقعهن و تلمسن طريق الخلاص .
اليوم 40 من الاضراب البطولي عن الطعام أصبح ينذر بسقوط شهداء بل إن النظام الرجعي ذاته أقدم على محاولة اغتيال الرفيق مراد الشويني و ذلك بمنع تزوده بالماء و السكر.
ماذا يريد النظام الدموي من ذلك ؟
هل الضغط على العائلات حتى تضغط بدورها على المعتقلين ؟ أم الدفع باستشهاد أحد المناضلين لكي يرى ردود فعل رفاقه كما فعل مع الشهيد عبدالله مناصير ؟
نقول له و لغيره إننا نحمل شهدائنا في أعيننا ، و بدمائنا نحميهم و منهم نستمد القوة للاستمرار و التقدم .
إننا كشيوعيات و شيوعيين نقتفي أثر معلمينا الكبار ماركس ، انجلز ، لينين ، ستالين ، ماو تسي تونغ ، نحن من يرفع شعار " استشهد الثوار عاشت الثورة " ، هي ذي الطريق التي اخترناها بملإ إرادتنا إذا سقط واحد فإنه يروي الأرض ليظهر عشرة . من قال إن زروال مات ، من قال إن سعيدة غادرتنا ، إنهم هنا بيننا ، من روحهم يستنشق اليوم كل الثوار ، إنهم بيننا يمدوننا بالقدرة على مواجهة التيار و خلق الثغرات في تحصينات العدو الطبقي .
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام الحالة الصحية للمعتقلين تزداد تدهورا ، لكن روحهم المعنوية تعانق السماء ، الثلاثاء الماضي كانت جلسة مع قاضي التحقيق ، الرفيقة زهور و باقي المعتقلين المتابعين ضمن مجموعتها يستهزؤون من قاضي التحقيق و من المسرحية المفبركة .
قاضي التحقيق يستدعي الشرطي المدعي يسأله من هؤلاء ، هل هذا هو الذي اعتدى عليك ؟
الشرطي يشير الى الرفيقة زهور و رفيقين آخرين ، قاضي التحقيق يقول له : و مراد مشيرا إليه بأصبعه ؟!
الشرطي يرد نعم نعم ..، هو ذلك كان معهم مشيرا الى رفيق آخر على أساس أنه مراد؟ !.
مراد يسأل الشرطي هل أنا ضربتك ، يؤكد الشرطي ذلك .
يسأله مراد ماذا كنت أرتدي إذن ؟
الشرطي يحاول أن يجيب بصوت الواثق من نفسه ، كنت ترتدي قميصا أسود .
مراد يتدخل و يطلب من قاضي التحقيق تسجيل هذا الكلام و يؤكد أنه كان يرتدي عكس ذلك ، و أن الشرطة قد أخذت له صورة مباشرة بعد اعتقاله. يعلو صوت الرفاق من الضحك رغم واقع العياء جراء الاضراب ، قاضي التحقيق يرتبك و تظهر علامات الاحباط و اليأس على وجه الشرطي البئيس.
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام و رفيقتنا زهور و باقي الرفاق يزدادون قناعة بخطواتهم و بالقضية التي يحملونها على أكتافهم و في عيونهم ، و يتشبتون بمطالبهم : تحقيق الملف المطلبي للحركة الطلابية ، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، التجميع و العزل عن سجناء الحق العام ، الزيارة المباشرة ، التطبيب ، رفع المضايقات ، تمكينهم من وسائل و شروط القراءة و الكتابة . هي ذي مطالب هؤلاء الشباب الثوري.
اليوم 40 من الاضراب المفتوح عن الطعام ، لا إرهاب الدولة نفع و لاحتى حر الصيف نال من عزيمة هؤلاء الشيوعيين.
من أين لهم كل هذه القوة و العنفوان ؟ من أين خرج هؤلاء الشباب و كيف لهم أن يصلوا الى هذه الدرجات من الصلابة في هذا الزمن الذي لازال يعتقد البعض أنه رديئا.
إن معركة هؤلاء الرفاق و رفاقهم داخل الحركة الطلابية و عائلاتهم هي أكبر دليل على التحول الذي يشهده الصراع الطبقي ببلادنا و انحصار الأطروحات الظلامية و الإنهزامية ، و بزوغ عهد جديد ، عهد النضال الواعي بذاته ، نضال الشيوعيات و الشيوعيين .
نعم إن المعركة البطولية بمراكش قد أحدثت تحولا نوعيا في مسار الحركة الشيوعية ببلادنا و ألقت بضلالها على كل شرفاء العالم ، و من الأكيد أننا سنشهد تأثيرها على واقع الحركة الشيوعية ببلادنا في الأمد القريب، القريب جدا.
إن كل الشيوعيين و الشيوعيات مطالبين اليوم باستيعاب ما يقع من حولهم من تغيرات ، لقد أعادت هذه المعركة بكل قوة موضوعات اليسار الثوري داخل المغرب و خلقت دينامية كبيرة في صفوف كل المناضلات و المناضلين الذيا يتعاطون بشكل مبدئي و شريف مع قضايا الشعب المغربي و قضايا الحركة الشيوعية ببلادنا.
لقد كنست معركة مراكش و طبعا بفضل المناضلات و المناضلين تلك الصورة التي حاولت الامبريالية و الرجعية تثبيتها على موت اليسار. لقد أعادت هذه المعركة البطولية اليسار الى واجهة النضال داخل المغرب ، إنها دروس غنية و تراكم من الصعب تحقيقه في هاته المدة القصيرة بالمقياس الزمني و الكبيرة بالمقياس التاريخي.
حرزني أصبح اليوم على يد هؤلاء الشبان الأحرار مثل ضفدع لا يجد وحلا يغطس فيه.
زمن المصالحة و طي صفحة الماضي أصبح بضاعة منتهية الصلاحية و لا يستطيع أيا كان أن يتحدث عنهما دون أن تحمر وجنتاه من الخجل إن لم يكن وضيعا بطبيعة الحال.
إن الروح القوية التي يمتلكها هؤلاء الرفاق و على رأسهم وريثة سعيدة و زهرة هذا الزمن المشرق الرفيقة زهرة بودكور ، قد لا نفهمها من دون أن نفهم الفكر الذي يتسلح به هؤلاء الشيوعيين الحقيقيين.
إن هاته الصلابة و هاته القناعات الراسخة قد جاءت من تبني هؤلاء الشيوعيين و الشيوعيات لخط الجماهير و للإديولوجية الماركسية اللينينية الماوية.
هاهم اليوم أبناء ماركس انجلز لينين ستالين ماو يقلبون المعادلات و يعلنون انتهاء مرحلة الردة و بزوغ عهد النضال الواعي الى جانب أبناء الجماهير الشعبية و الى جانب كل الرافضين لسياسة النظام الرجعي ببلادنا.
عاشت نضالات المعتقلين السياسيين
عاشت نضالات الشبيبة الثورية
المجد و الخلود لشهداء الشعب المغربي
ابراهيم المغربي
20/07/2008
0 commentaires:
إرسال تعليق