ندوة مراكش هل تنسجم و خط القاعديين أم لا؟ رد على بيان صادر من أكادير

الخميس، 18 مارس 2010 ·

ندوة مراكش هل تنسجم و خط القاعديين أم لا؟
رد على بيان صادر من أكادير

في الأيام القليلة الماضية أعلنت العديد من التيارات داخل اوطم عن نيتها في عقد ندوة وطنية حول الاعتقال السياسي والعنف داخل الجامعة المغربية، وقد استقبل هذا الإعلان بالترحيب والدعم من قبل البعض والنقد والهجوم من طرف البعض الآخر، وفي هذا السياق سوف يعلن ما يصطلح عليهم داخل الجامعة المغربية ب"الصبية الجدد" بيانا يتضمن كل ما لديهم من نقد للخطوة.
تقوم محاكمة هؤلاء الرفاق على أن:
1. الندوة هي خطوة فوقية.
2. الندوة تتعلق بأهداف سياسية منطوية على مصالح أصحابها.
3. مصالح الأطراف المشاركة في الندوة هي تجاوز أزمتهم من خلال صيغ عمل مشتركة بين هاته التيارات على أرضية النقاط المشتركة وتجاوز الخلافات... «
ويخلص البيان إلى أن:
1. "الحل السليم لتجاوز الأزمة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية هو التشبث بالإجابة العلمية المتمثلة في البرنامج المرحلي كحد أدنى سياسي للعمل داخل الحركة الطلابية.
2. أن "الوحدة التي نسعى إليها حددناها فيما سبق وفق منظومة نقد وحدة نقد مع كافة الأطراف العاملة داخل اوطم...."

لنحاول بقليل من الهدوء وبكثير من الصبر أن نعالج ما عبر عنه هؤلاء الرفاق من مواقف سياسية وإيديولوجية. وسوف نبدأ بما بدؤوا به.

1. هل بالفعل تشكل الندوة خطوة فوقية؟ ماذا يقصد هؤلاء بالخطوة الفوقية؟ هل كان يعني انه كان يجب الدعوة إلى حلقة نقاش جماهيرية ذات بعد تقريري لاتخاذ قرار تنظيم الندوة حتى تكون الخطوة قاعدية وليست فوقية.
أليس من حق أي تيار سياسي عامل داخل اوطم أن ينظم أشكالا نضالية للتواصل مع الجماهير؟ لماذا يتم اعتبار الندوة خطوة فوقية في حين لا يتم اعتبار الأسابيع والأيام الثقافية التي يدعون إليها وينظمها هذا الفصيل أو ذاك خطوة فوقية؟
قد تبدو رهيبة الصيغة التي تعمد أصحاب البيان استعمالها لوصف الندوة، أي "خطوة فوقية"، لكن بقليل من الهدوء وإذا ما أبعدنا الانفعالات الذاتية وتركنا الصبيانية جانبا، فإن ليس كل ما هو "فوقي" مرفوض" بالنسبة للشيوعيين(ات).
لنأخذ مثالا بسيطا يعرفه الجميع ونعيشه كل يوم داخل الساحة الجامعية: كيف يتم فتح حلقيات النقاش هل بقرار من الجماهير؟ أم بقرار من هذا التيار آو ذاك؟ وإذا كانت حلقيات النقاش تفتح بمبادرة وبقرار من هذا التيار أو ذاك ( كما هو الشأن في اغلب الحالات)، ألا يعني ذلك أن حلقيات النقاش هي أيضا أشكال فوقية؟ فلماذا لا ينبذها هؤلاء السادة؟
لقد سبق لماوتسي تونغ أن هزأ من أمثال هؤلاء الذين يعتقدون أنهم ديمقراطيون بحماقاتهم هذه ووصف ديمقراطيتهم بالديمقراطية المتطرفة والصبيانية وقالها لينين قبل ماو.
إن محاكمة هؤلاء السادة هي بالإضافة إلى كونها محاكمة صبيانية تدفعنا إلى عدم قبول أي خطوة نضالية إذا لم تكن نابعة من تحت، من القاعدة، ورفض كل خطوة تأتي من فوق وفي مثل هاته الحالات نتساءل ما دور النهج الديمقراطي القاعدي، وما الفرق بين ما يطرحه هؤلاء الصبية الذين يتحدثون باسم القاعديين وباسم البرنامج المرحلي من جهة، ويرددون ما قالته المبادرة الجماهيرية قبل ما يناهز العقدين من الزمن.
إن مثل هذه المحاكمات البائسة لا يمكن والحق يقال أن تصدر إلا من أناس يفتقدون أية معرفة بتاريخ صراع القاعديين ضد الخطوط التحريفية التي برزت وسطهم، وهم في الحقيقة تجلي للأزمة التي لازالت تعاني منها ذات القاعديين ويذكرنا بأولئك الذين كانوا يهاجمون في بداية التسعينيات، الأسابيع الثقافية بأنها أشكال فوقية وأنها ميوعة...الخ من الحماقات الصبيانية.
و لنتساءل مع هؤلاء "الماركسيين اللينينيين" أليس الحزب البلشفي هو الذي دعا إلى الانتفاضة المسلحة أليست هذه خطوة فوقية، كيف ثم إطلاق شرارة الحرب الشعبية في الصين و في البيرو و في النبال أليس بقرار من الحزب ؟ أو ليس ذلك قرار فوقي؟
نقد هؤلاء الرفاق لم يقف عند هذا الحد، بل لقد اجتهدوا وحاولوا الاستعانة حتى بإحدى الأطروحات السياسية للحركة الماركسية اللينينية الماوية لنقد الندوة، رغم أنهم يهاجمون الماوية والماويين، ففي سياق نقدهم للندوة أعلنوا ( وليلاحظ جميع الرفاق ذلك) أن :"....مصالح الأطراف المشاركة في الندوة من خلال صيغ عمل مشتركة بين هاته التيارات على أرضية النقاط المشتركة، وتجاوز الخلافات...."، انظروا جيدا إلى هاته الصيغة " صيغ عمل مشتركة على أرضية النقاط المشتركة...."، إن الجميع اليوم يعرف من أين يستمد أصحابنا هذه الصيغ، أليست من أدبيات الماركسيين اللينينيين الماويين؟ الا يوضح ذلك بشكل جلي من يعيش أزمة الهوية الفكرية؟ كيف يمكن أن نصنف من يهاجمون الماركسية اللينينية الماوية ولا يجدون ما يستندون إليه إيديولوجيا سوى الماركسية اللينينية الماوية ذاتها، غير أزمة هوية وأزمة تصور وفكر.
لكن ذلك لا يوضح أزمة هوية هؤلاء الرفاق وفقط، بل إنه يوضح أيضا إلى أي مدى هي دقة الماركسية اللينينية الماوية، وكيف استطاعت فرض احترامها وقوتها على الجميع بدون استثناء، على المهاجمين قبل المدافعين حتى.
لكن الجاهل بالشيء حتى وإن استخدمه فإنه في اغلب الأحيان يشوهه. لقد صدق لينين عندما قال: "لا يستطيع احد أن يشوه الماركسية، إذا لم تشوه نفسها بنفسها".، ولأن هؤلاء لا يعرفون سوى امرأ واحدا هو أن ينتقدوا حتى وإن كان "بأفكار خصومهم" لذلك فقد وضعوا أنفسهم في مأزق كبير لا يحسدون عليه.
من أين خلص هؤلاء الرفاق على أن مصالح الأطراف المشاركة في الندوة "هي إيجاد صيغ عمل مشتركة....." على أرضية النقاط المشتركة وتجاوز الخلافات....."
أليس هذا كذبا وبهتانا أهذه هي أخلاق وشيم القاعديين الذين تناضلون باسمهم؟
أليست الأرضيات التي قدمها موقع مراكش حول مسألة الوحدة بشكل عام ورؤيتهم وتصورهم للندوة بشكل خاص تنفي كل ما تفوهتم به من أكاذيب.
"...توحيد نضالات الجماهير الطلابية وبناء وحدة الحركة الطلابية الذي يمر في اعتقادنا عبر صيرورة تندمج فيها الرغبة والعمل على الوحدة والإيمان بحتمية وموضوعية الصراع، وهو ما قلناه مرارا ولازلنا نردده إلى البوم ساءا من الناحية الإيديولوجية النظرية أو من الناحية السياسية والبرنامجية ودعوتنا ورغبتنا في تقديم صيرورة الوحدة إلى الأمام لا تعني تخلينا عن الصراع ضد كل ما من شأنه المس بمصالح الجماهير الطلابية, المهم هنا هو كيفية إدارة الصراع وكيفية حل هده التناقضات"
هكذا أعلن النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش مواقفه.
"إن التناقضات، الوحدة والصراع بين الأضداد، هي التي تدفع أي سيرورة إلى التقدم سواء كانت سيرورة طبيعية، اجتماعية أو سيرورة وعي. والحركة الطلابية لا تشكل استثناءا في دلك سواء وطنيا أو عالميا، فهي نفسها تشكل وحدة الأضداد، أنها حقل دائم الصراع بين الأفكار والقوى التي تمثل مصالح الجماهير الشعبية من اجل توحيد الحركة والنضال من اجل تحقيق تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد، وبين التي تتزايد على كاهل أبناء الفقراء والكادحين وتحاول جر الحركة نحو الاستسلام والخنوع. وهذا الصراع يمر عبر العديد من المراحل، وتعرف تناقضاته خصائص متعددة كذلك"
وهكذا عبر المعتقلون السياسيون بمراكش عن تصورهم.
أليس كل ذلك هو اكبر دليل على جهل، بل خبث أصحابنا "النقاد". بالفعل فلكل طبقة أخلاقها الخاصة كما كتب ذات مرة الرفيق إنجلز وهاهي كلماته نجدها اليوم واقعا متجسدا في أصحابنا "النقاد".
وفي ختام نقدهم للندوة سوف يخلص هؤلاء الرفاق إلى ان:"الحل السليم لتجاوز الأزمة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية هو التشبث بالإجابة العلمية المتمثلة في البرنامج المرحلي كحد أدنى سياسي للعمل داخل الحركة الطلابية"
إن هذا الكلام جميل وسليم، لكن يمكن لأي أحمق أن يتفوه به، مادام انه مجرد كلام. ، فللخروج من أزمة الحركة الطلابية حقا وفعلا لا يكفي ترديد البرنامج المرحلي والهتاف به، بل المهم هو تجسيد هذا البرنامج عمليا على ارض الممارسة.
إن التشبث بالإجابة البرنامجية التي طرحها القاعديون للحركة الطلابية لا يعني ترديد انه إجابة علمية كما يمكن أن تفعل حتى الببغاوات إن لقناها كيف تقول ذلك، فلو كان الأمر بتلك السهولة التي يتخيلها البعض لما كنا بحاجة إلى تقديم قرون من السجون والشهداء وسنوات من الآلام والمآسي.
فلكي نتشبث بالبرنامج المرحلي باعتباره إجابة علمية عن واقع الحركة الطلابية يجب أولا استيعابه، ويجب ثانيا تجسيده والدفاع عنه فكرا وممارسة، ويجب إقناع الجماهير به، والمهم يجب معرفة كيفية تجسيده وإشراك حتى المناوئين له من تيارات عاملة داخل اوطم على النضال وفق ما يطرحه من مهام.
إن البرنامج المرحلي بالنسبة للطلبة القاعديين يشكل الحد الأدنى السياسي للتعامل مع كافة الأطراف داخل الحركة الطلابية وجميل أن يردد هؤلاء السادة هذه الحقيقة المعروفة لدى كل مهتم بتاريخ القاعديين، لكن ما ذا يعني ذلك؟
هل يعني ذلك انه لا يجب التعامل مع أي طرف إذا لم يتبنى البرنامج المرحلي؟ في هذه الحالة سوف نسقط في الصبيانية في اشد صورها كاريكاتورية ( وبالمناسبة فقد ظهر تيار في صفوف القاعديين أواسط التسعينيات كان يقول ذلك علانية- ما كانوا يعرفون بالصبية أصحاب مقولة "القوى الرجعية" والتي يشكل هؤلاء امتدادا لهم على الأقل سياسيا وفكريا).
ماذا يعني أن البرنامج المرحلي يشكل حد أدنى سياسي؟ هل يعني ذلك عدم العمل المشترك مع أي تيار لا يعترف ويتبنى البرنامج المرحلي؟ لا نعتقد ان أصحابنا يقصدون هذا بالتحديد، لأنهم نظموا وينظمون في بعض المواقع الجامعية أسابيع ثقافية مشتركة مع تيارات تعتبر مناوئة للبرنامج المرحلي.
وحتى إذا تنصلوا من ذلك يمكن ان نسألهم عن موقفهم من مشاركة القاعديين في المؤتمر الوطني السابع عشر إلى جانب القوى الإصلاحية؟ وقبلها الطلبة الجبهويون في المؤتمر الوطني الخامس عشر.
إن اعتبارنا للبرنامج المرحلي حدا أدنى سياسي لا يعني اننا ننتظر من أي كان أن يهتف " بالبرنامج المرحلي"، بل ولا نطالب حتى بذلك.
إن ما نفهمه من ذلك هو أن علاقتنا بكافة القوى العاملة داخل اوطم يحكمها النضال من اجل مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي.
والنضال من اجل رفع الحظر العملي في كافة تجلياته دون التقاعس على مواجهة البيروقراطية مهما كان مصدرها حتى و إن صدرت من تيارات ترتدي قبعة البرنامج المرحلي.
ولهذا نحن قلنا وسوف نرددها إننا نفتح أيدينا لكل من أراد النضال ضد الميثاق وضد خوصصة التعليم وضد المخطط الاستعجالي، وضد بند الطرد، وضد تقزيم المنحة، وضد تقنين الولوج إلى الحي الجامعي وباقي الخدمات الاجتماعية، وبكلمة ضد اي بند من بنود التخريب الجامعي. ونمد أيدينا لكل من أراد النضال ضد كافة أشكال وتجليات الحظر العملي ضد التضييق على الحريات السياسية والنقابية داخل الساحة الجامعية، وضد الاعتقال السياسي، وضد الأواكس وضد الفاشية....الخ، لكننا في معمعان هذا النضال لا ننسى ولا نتقاعس عن النضال ضد كل الأشكال البيروقراطية وضد نزع سلطة الجماهير وضد ممارسة الرقابة والوصاية عليها وتقديم كل ما نستطيع من اجل تحصين الهوية التقدمية والديمقراطية والجماهيرية والمستقلة لأوطم و تموقعها إلى جانب معسكر الشعب المغربي، مناضلين ضد كل محاولات جرها إلى معسكر المهادنة و الاستسلام.
والندوة التي نشارك فيها إلى جانب بعض التيارات العاملة داخل اوطم لا تخرج عن فهمنا هذا رغم الاختلافات البينة مع بعض الأطراف المشاركة على صعيد العديد من القضايا الفكرية والسياسية، وهذه الاختلافات لا نتركها جانبا، بل نطرحها بكل مسؤولية ونبدي رأينا فيها وننتقد ما يظهر لنا فيها من نواقص أو من جوانب انتهازية، ونتقبل انتقادها لنا ونرد عليها أمام الجماهير.
لقد طرح بعض الرفاق مثلا مسألة "العنف داخل الجامعة" كمحور للنقاش وقد تحفظنا على هاته الصيغة وأوضحنا خطورتها وخطئها. إن ما يهم بالنسبة لنا ليس ما يقوله هذا التيار أو ذاك، بل ما يهمنا أن تصل المواقف والتحاليل الى الجماهير، والندوة سوف تكون مفتوحة، وهي لازالت كذلك أمام الكل وخصوصا الجماهير.
إن الندوة بالنسبة لنا وسيلة ضمن وسائل متعددة للتواصل مع الجماهير ولفتح جسور النضال المشترك بين المواقع الجامعية من اجل التصدي للميثاق ولبنود التخريب الجامعي، ولتوحيد الحركة الطلابية والجماهير الطلابية من اجل الرفع من أدائها السياسي.
الرفاق المنتقدين يرددون البرنامج المرحلي دون أن يعرفوا كيف يترجمونه عمليا ويهتفون أيضا بشعار "المجانية أو الاستشهاد" دون أن يستوعبوا ما يعنيه هذا الشعار من ضرورة توحيد الجماهير والمواقع الجامعية من اجل العمل الوطني الجاد والمسؤول لمواجهة كل التحديات المطروحة على الحركة الطلابية وعلى رأسها مسألة الخوصصة.
وقبل أن نختم هذا النقاش مع هؤلاء الرفاق "النقاد" سوف نعالج بما ختموا به هم انفسهم بيانهم الأخير.
لقد طرح هؤلاء الرفاق على أن "الوحدة التي نسعى إليها حددناها فيما سبق وفق منظومة نقد-وحدة-نقد مع كافة الأطراف العاملة داخل اوطم" هكذا نجد حرفيا في بيانهم الأخير.
أما نحن فنقول أن الوحدة التي نسعى اليها فهي مؤطرة بموضوعة وحدة- نقد- وحدة، فأي من الصيغتين أصلح.
هل وحدة نقد وحدة ام "نقد وحدة نقد؟ إن موضوعة وحدة- نقد- وحدة التي صاغها الرفيق ماو وطبقها الحزب الشيوعي الصيني سواء داخل الحزب او الجبهة المتحدة ترتكز من الناحية الإيديولوجية على قانون التناقض باعتباره القانون المركزي للجدل المادي، أي على قانون الواحد ينقسم إلى اثنان.
فبالنسبة لنا نحن الماركسيون اللينينيون الماويون داخل الحركة الطلابية ننطلق من الوحدة، الوحدة على أرضية مبادئ اوطم وعلى أرضية الدفاع عن مصالح الجماهير الطلابية، لكن انطلاقنا من الوحدة لا يجعلنا نتوهم بإمكانية نبد الخلافات والصراع بل على العكس من ذلك تمام، ففي قلب هذه الوحدة نخوض نضالا فكريا وسياسيا جديا ومسؤولا ضد كل الانحرافات وضد كل الاطروحات الفكرية التي تشوه وعي الجماهير وضد كل الممارسات التي تخرج عن منطلقات بناء الوحدة، أي مبادئ اوطم ومصالح الجماهير الطلابية. إن هذا الصراع الفكري والسياسي بالنسبة لنا هو وحده دون غيره القادر على تحصين هذه الوحدة، فنحن على النقيض من كل أولئك الذين يعتقدون أن بناء الوحدة يتم عن طريق نبد الخلافات وتجاوز الصراعات، فالصراع الفكري والسياسي ليس رغبة ذاتية، بل إنه واقع موضوعي يعكس في حقيقته الصراع الدائر بين مختلف الطبقات المكونة للمجتمع المغربي، المهم هنا هو معرفة قيادة هذا الصراع ذو الطبيعة الموضوعية، معرفة قيادته للوصول إلى وحدة ارفع وأرقى وامتن. الانطلاق من الوحدة وممارسة الصراع الفكري والسياسي من اجل الوصول إلى وحدة أرقى وامتن هذا ما تعنيه موضوعة وحدة- نقد –وحدة. ولذلك فنحن أيضا على النقيض من أولئك الذين ينظرون إلى الصراع كهدف في حد ذاته وتصبح ممارستهم تدميرية وتخريبية.
لكن الوحدة بالنسبة لنا وكما علمنا لينين وماو هي مسألة نسبية مشروطة ومؤقتة في حين أن الصراع هو شيء مطلق، وهذا يعني أن الوحدة التي ننطلق منها قد تفرض شروط الصراع ضرورة حلها عندما يخل احد الأطراف بشروطها، أي بمبادئ اوطم وبمصالح الجماهير، في مثل هاته الحالات لا تبقى هناك إمكانية للوحدة، بل يبرز الانقسام، انقسام الواحد إلى اثنان ويصبح كل حديث عن الوحدة مجرد رغبة تخفي من ورائها الانتهازية.
لقد أوضحنا فيما سبق رؤيتنا للبرنامج المرحلي باعتباره الحد الأدنى للتعامل مع كافة القوى والتيارات السياسية المتواجدة داخل اوطم، وهذا يعني أن إطار الوحدة التي ننطلق منه ونسعى إليه ليس هو اعتراف الآخرين بصحة أو علمية البرنامج المرحلي كما يفهم ذلك رفاقنا بشكل صبياني ، بل النضال ضد بنود التخريب والنضال ضد الحظر العملي، دون تقييد اليد في الصراع ضد كل ألوان البيروقراطية، فكل وحدة نساهم في بنائها لا يمكن أن تتجاوز هذا الحد الأدنى.
الانطلاق من الوحدة كما عبرنا عليه سابقا ممارسة الصراع الفكري والسياسي في قلب هذه الوحدة للوصول إلى وحدة امتن وأقوى وحدة الجماهير الطلابية.
ذلك بإيجاز ما تحمله صيغة وحدة- نقد وحدة كما طرحها ماوتسي تونغ، وكما طرحها الطلبة الجبهويون في علاقتهم بالقوى الإصلاحية إبان المؤتمر الوطني الخامس عشر، وهي على النقيض مما طرحه أنصار "الكلمة الممانعة" حين كان هدفهم بناء وحدة مع نبد الصراع، بناء وحدة على أرضية النقاط المشتركة، وإيجاد حد أدنى سياسي يراعي "مصالح" كافة الأطراف حتى ولو كانت ضد مصلحة الجماهير.
أما أصحابنا "النقاد" فهم يتبنون الوحدة انطلاقا من موضوعة مخالفة تماما عبروا عنها بصيغة نقد-وحدة-نقد، وهذه الصيغة تعبر عن أولئك الرفاق الذين ينطلقون من الصراع أولا، وليست الوحدة بالنسبة لهم سوى وسيلة للوصول إلى الصراع مجددا. إن هذا التشوش الفكري والسياسي نابع أولا من جهل بالموضوعات الماركسية وثانيا من ترديد الأخطاء النظرية الكارثية التي سقطت فيها تجربة الحملم إبان السبعينات، فالصيغة التي يرددها هؤلاء الرفاق قد عبرت عنها أيضا منظمة إلى الأمام سنة 1973 في وثيقة: "نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية" التي جاءت في شروط احتدام الصراع ضد الجناح الانتهازي داخل منظمة 23 مارس الذي بدأ آنذاك ينظر للتراجع وإخلاء الساحة والانسحاب من الإطارات الجماهيرية..الخ. في تلك المرحلة عبرت منظمة إلى الأمام على هذا الصراع بما يلي:
""يقفز النضال الايديولوجي والسياسي الحازم ضد الانحرافات المتواجدة داخل اليسار منذ شهر أبريل إلى صف المهام الأولية في هذه الفترة من أجل بناء منظمة ماركسية لينينية واحدة. ذلك لأن وجه الصراع قد تغلب على وجه الاتفاق في مسيرة التوحيد، بحكم تطورات الوضع ببلادنا. فالاتفاقات التي بنيت سابقا على مجرد نقد الإصلاحية و التحريفية بواسطة طرح شعارات عامة، أصبحت مع نضوج شروط جديدة قاصرة على أن تشكل أساس الوحدة الاندماجية. إذ فرضت هذه الشروط الجديدة على اليسار طرح مضامين هذه الشعارات بشكل اكثر تحديدا. ولا يمكن حل هذه التناقضات بمجرد اتفاقات سياسية مهزوزة، بل يتطلب الأمر الصراع الديمقراطي الجماهيري المنظم، يمكن من مساهمة كل المناضلين الملتفين حول الحركة الماركسية اللينينية في هذا الصراع، وهدفه الوصول إلى وحدة أمثن وعلى أسس أوضح، باعتبار أن الوحدة الاندماجية لا بد أن ترتكز على بناء خط ثوري سديد سيستقطب حوله كل الماركسيين اللينينيين المخلصين في منظمة ماركسية لينينية واحدة. وهذا الصراع يتوجه بالدرجة الأولى ضد الانتهازية اليمينية الأكثر خطورة في المرحلة الراهنة. دون أن يغفل عن أسس العمل المشترك على أساس قاعدة صراع–وحدة–صراع "
[1]
ودون الدخول في تحليل شروط تلك المرحلة نود أن نقول هنا أن منظمة إلى الأمام كانت على كامل الحق والصواب في نقدها للاطروحات الانتهازية التي صاغها الجناح الانتهازي داخل منظمة 23 مارس الداعية إلى الانسحاب من الإطارات الجماهيرية وإخلاء الساحة للقوى الإصلاحية وللرجعية. لكن التحليل الذي قدمته منظمة إلى الأمام كان يعني فقط أن شروط الوحدة مع 23 مارس التي كانت قائمة لم تعد كذلك، وهذا واضح بالنسبة للماركسية، أي أن الوحدة مشروطة ومؤقتة. لكن عوض قول ذلك صراحة فإن المنظمة ذهبت حد تشويه موضوعة "وحدة-نقد-وحدة" التي شكلت الإطار الفكري لوحدة المنظمتين قبل ذلك خصوصا داخل الحركة الطلابية التي توجت بتأسيس الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين إبان المؤتمر الوطني الخامس عشر لأوطم.
وهاهم أصحابنا النقاد يرددون كالببغاء إحدى الأخطاء الفكرية لمنظمة "إلى الأمام" في حين أنهم سياسيا يشكلون امتدادا مشوها للجناح الانتهازي داخل منظمة 23 مارس الداعي للانسحاب من الإطارات الجماهيرية.
فيا لسخرية التاريخ من الصبيانية التي قال عنها لينين ذات مرة بأنها بالفعل مرض يصيب الشيوعية، كما هو الحال اليوم أيضا.













[1] الى الامام: نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية.

0 commentaires:

أغنية صهيوني مش يهودي للفنان المغربي الملتزم عبيدو

قصائد محمود درويش

بحث في هذه المدونة الإلكترونية

فهرست العدد الثالث من نشرة ماي الأحمر نشرة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع مراكش

فهرست العدد الثالث من نشرة ماي الأحمر نشرة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع مراكش

غلاف العدد الثالث من نشرة ماي الأحمر

غلاف العدد الثالث من نشرة ماي الأحمر

غلاف العدد الأول من نشرة المعتقلين السياسيين بمراكش "صرخة المعتقل"

غلاف العدد الأول من نشرة المعتقلين السياسيين بمراكش "صرخة المعتقل"

فهرست العدد الأول من صرخة المعتقل

فهرست العدد الأول من صرخة المعتقل

العدد الثاني من نشرة ماي الأحمر نشرة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع مراكش

العدد الأول من نشرة ماي الأحمر التي يصدرها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع مراكش

للتواصل مع هيئة التحرير و التفاعل مع الموضيع المطروحة في النشرة أو اقتراح مواضيع أخرى يرجى المراسلة على البريد الإليكتروني mairouge2009@gmail.com عوض البريد الإليكتروني الوارد داخل العدد ماي الأحمر نشرة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب - مراكش

ما هي الشيوعية؟ فريديريك إنجلز

موقع طريق الثورة

حول المدونة


لنناضل جميعا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين
السياسيين luttons tous pour libérer tous les détenus
politique

مجموعة بريدية إليكترونية

Subscribe to MAOIST_REVOLUTION

Powered by us.groups.yahoo.com