لا أستطيع أن تمالك نفسي عندما أتذكر صورتكما وأنتما قادمتين من الثانوية وضحككما يسمع من أول الشارع ...أتذكر براءة الطفولة المفتقدة في زمننا هذا وأنتما منهمكتين في مراجعة الدروس والإعداد للامتحانات ...غارقتين وسط الكتب المدرسية من داخل بهو بيتنا المتواضع...أسافر على موج ذكرياتي معكما لأول يوم لكما في الجامعة ...وعندما كنت أزوركما في غرفتكما أيام نهايات الأسبوع...سهركما وأنتما تراجعان ورفيقتكما التي تركتماها لتناضل من أجل مابدأتموه معا..ضحككما الذي كان يمنعني من النوم...مشاداتي الكلامية معكما في محاولة مني لتعكير مزاجكما الساخر من كل شيء...
وانتما تكبران وعند كل زيارة بدأت أكتشف أن ضحككما قل وان الجدية أصبحت تغزو الحس الفكاهي دون ان تستطيع محو ابتسامتكما الجميلة التي كانت تستدعي مني ان أرد بمثلها رغما عني...ترعرعتما أمام عيني وكنت فخورة بكما وأنتما تنضجان وتتوسع ثقافتكما وتمتلأ مكتبتكما البلاستيكية الزرقاء اللون بالكتب والمجلات السياسية والاقتصاديةوالفلسفية بعض منها مبعثر على مائدة .. دون أن تخلو من دواوين معدودة لمحمود درويش ...أقراص موسيقية لفيروز وللشيخ امام ولمارسيل خليفة...
ياصغيرتي الشامختين وأنتما خلف القضبان أوصيكما أن تبقيا كما عهدتكما دائما ضاحكتين ,ساخرتين من هذا النظام الجبان..صامدتين وفوتين ..
أوصيكما أن لا تخونا عادتكما الجميلة ..المطالعة ..
أوصيكما خيرا ببعضكما...
غالية بودكور
26/11/2009
0 commentaires:
إرسال تعليق