الحقيقة كل الحقيقة للجماهير بصدد ما وقع أمام استئنافية مراكش
مرة أخرى يلجأ النظام القائم للأضاليل و تزييف الحقائق حول ما جرى صبيحة يوم الخميس 19 مارس 2009 أمام محكمة الاستئناف بمراكش ، فبعد المجزرة الرهيبة التي ارتكبها في حق الوقفة التي نظمتها كل من عائلاتنا و الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و اللجنة المحلية للتضامن مع المعتقلين السياسيين ، و اللجنة الشبيبية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالمغرب – اللجنة التحضيرية بمراكش - ، و كذا الضرب التام لأبسط مظاهر الحريات السياسية و النقابية بالمغرب ن مخلفا بذلك إصابة العديد من أفراد عائلاتنا و الطلاب و كذا منع عائلاتنا و الطلاب و بعض المحامين من ولوج قاعة المحكمة . بعد هذه المجزرة سيحاول النظام تبرئة ذمته و إلقاء اللائمة على عائلاتنا و الطلاب مدعيا أنهم أغلقوا باب المحكمة و احضروا معهم قنينات تحتوي على مواد قابلة للاشتعال كانوا ينوون تفجيرها داخا قاعة المحكمة .
إن مثل هذه الأساليب غير خافية على أحد ، فالكل يعلم كيف قامت الشرطة الفرنسية بإضرام النار في مجموعة من المرافق و تم إلصاق التهمة بالمتظاهرين في ماي 1968 ، و الكل يعلم كيف قام النظام باغتيال شخصين بالمستشفى الإقليمي بورزازات و تمت إدانة ستة عمال من مناجم ايمني بعشر سنوات سجنا نافذة لكل واحد منهم بتهمة القتل سنة 2005 و ذلك على خلفية المعركة البطولية لعمال مناجم ايمني التي دامت سنة و نصف ، و الكل يعلم كيف قامت مختلف قوات القمع بتواطؤ مع مدير الحي الجامعي بمراكش بإحراق مرافق الحي يوم 14 ماي 2008 و تم إلصاق التهمة بنا ( مجموعة زهرة بود كور ) ، و كيف اغتيل الشهيد المناضل عبد الرزاق الكادري على يد جلادي العهد الجديد و حوكمت كل من مريم باحمو ، محمد ميمية ، توفيق الشويني و محمد المؤدين بتهمة التجمهر المسلح و رشق القوات العمومية بالحجارة...
فما هي خلفيات هذا الهجوم ؟
إن كل متتبع للمسار الذي سلكه الشباب الثوري الجامعي بمراكش و الانتصارات التي حققتها و كذا الخلاصات القوية التي تبنتها داخل الحركة الجماهيرية حول خط الجماهير ، و كذا مد الحركة الجماهيرية بالاتجاه الصائب للنضال من أجل الحريات السياسية و النقابية و كذا انخراطه في كافة المعارك الجماهيرية حيث شكل تلك اللحمة لكل النضالات على المستوى المحلي و الوطني ، دون أن ننسى دور العائلات في طرح مسالة الحريات السياسية و النقابية إلى واجهة الصراع الطبقي بالمغرب ، و كذا المعركة البطولية التي خضناها نحن المعتقلين السياسيين بمراكش داخل السجن و المتمثلة في إضرابنا المفتوح عن الطعام لمدة 46 يوما و كذا التعاطف المحلي و الدولي الذي لاقاه ملف اعتقالنا ...
إن كل هذه الدينامية القوية التي تعرفها الحرة الطلابية و حركة العائلات ستربك حسابات النظام ، ضاربة عرض الحائط كل رهاناته حول إقبار الحركة و اجتثاث الفعل النضالي ، مما جعله يفقد " صوابه "و يشن حملة تطويق و إبادة في حق الطلاب و عائلاتنا المناضلة .
إن الهدف واضح من وراء هذه الحملة بما هو محاولة ترهيب العائلات و الطلاب و ثنيهم عن مواصلة معركتهم النضالية حتى النهاية ، و حتى يجد مدخلا للهجوم على عائلاتنا و الطلاب الذين فضلوا طريق النضال على طريق المهادنة و المساومة ، و أيضا محاولة ضرب كل التراكمات التي تحققت في المعركة المفتوحة مع النظام من اجل الحريات السياسية و النقابية ، دون إن ننسى عزم النظام عزل محاكمتنا و إفراغها من مضمونها الحقيقي بما هي محاكمة لحرية التعبير و لحق الشعب المغربي في التحرر من قيود الرجعية ، و هذا ما أكدته مجريات الأحداث ، إذ مباشرة بعد عودة عائلاتنا و الطلاب من المحكمة إلى الحي الجامعي وسط حصار قمعي سيجدون في استقبالهم عصابة " حزب العدالة و التنمية "الظلامي مدججة بالسيوف و السلاسل ، حيث ستشن مدعومة بأجهزة القمع السرية هجوما وحشيا على عائلاتنا و الطلاب يذكرنا بالهجوم الفاشي لنفس القوى على الجامعة طيلة عقد التسعينيات ، هذا الهجوم و ما واكبه من حملة دعائية ضد عائلاتنا و الحركة الطلابية في شخص قيادتها النهج الديمقراطي القاعدي . لكن هيهات أن يتأتى للنظام القائم ما يصبو إليه لان المطرقة إذ تكسر الزجاج فهي تصلب الفولاذ ، و لأن الحركة تمتلك من القوة و الصلابة ما يجعلها تتجاوز كل العقبات و المؤامرات.
إن المثير في كل هذا هو الطريقة التي تعاملت بها اغلب وسائل الإعلام مع الأضاليل و الأكاذيب التي روجها النظام ، حيث اعتبرتها على أنها الحقيقة المطلقة ،و هذا مجانب للصواب ، و اسقط البعض منها (لان البعض الآخر ندري عن مصالح من يدافع ) في تحيز للنظام ، و بالتالي لم يتعاطوا بالموضوعية المطلوبة مع ما وقع ، إذ كان من المفترض التحقق مما يروج له النظام ، و أيضا الاستماع إلى الطرف الآخر .
يقول أحد الحكماء الصينيين : " إذا استمعت لكلا الطرفين ظهرت لك الحقيقة و إذا اعتمدت على طرف واحد فقط غابت عنك الحقيقة ".
عن المعتقلين السياسيين بسجن بولمهارز بمراكش
0 commentaires:
إرسال تعليق