وزارة الداخلية تواصل عسكرة الأحياء الجامعية وقبضتها الحديدية
في آخر مستجدات الساحة الجامعية؛ تواصل الدولة المغربية مسلسل التخريب الجامعي وعوض التفكير والعمل على تغيير سياستها الفاشية من أجل تعليم ديمقراطي وغد أفضل والانكباب على المشاكل الحقيقية للتعليم خصوصا ما تتخبط فيه الجامعات كفضاءات للبحث والتكوين فإنها لازالت تواصل سياستها الخرقاء بمواصلة عسكرة الفضاءات الجامعية حيث عمدت مؤخرًا إلى تغيير مدير الحي الجامعي بمراكش بأحد الباشوات وهو ما يمكن اعتباره إن كان الخبر صحيحا انتكاسة كبرى أخرى تضاف إلى ما تقوم به الدولة المغربية في حق أبنائها بالجامعات من حصار وتهديد ومتابعات؛ وللاشارة فليس فقط الطلبة هم من يتأذون من توظيف قواد وباشوات وأطر وزارة الداخلية بالجامعة وخصوصا الأحياء الجامعية بل إن الموظفين والأعوان وحتى العاملون بالشركات المتعاقدة مع هذه المؤسسات يعانون الأمرين خصوصا وأن وزارة الداخلية تعتمد أشخاصا ساديين همهم الوحيد هو تركيع العاملين والطلبة باستغلال أوضاعهم المادية والاجتماعية وجعلهم أدوات لخدمة أهداف هؤلاء المديرين وساديتهم ووفق مخططات تهدف القضاء على الجامعة وإحباط الطلبة وذويهم من متابعة الدروس داخل هذه الجامعات.
كما تشير بعض الأخبار لتغيير مدير الحي الجامعي بأكدال، ويأتي تغيير مدير الحي الجامعي بمراكش بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت قبيل نهاية الموسم الجامعي السابق حيث لازال مجموعة من الطلبة يقبعون في السجون وآخرون مبحوث عنهم ومتابعون في المحاكم.
وقد أصبحت الأحياء الجامعية بتواجد قواد وأطر وزارة الداخلية فضاء لتواجد وزيارات لمختلف أجهزة القمع البوليسية بترخيص من هؤلاء المديرين وهو ما يعتبر عارا يمس كل رجال التعليم وعارا على إدارة محسوبة على قطاع التربية والتكوين؛ ويدل بشكل واضح على أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي فقدت سيطرتها على هذا الإدارة بل تساهم بأشكال مباشرة وغير مباشرة في إحكام هذه السيطرة وفي مواصلة عسكرة القطاع الجامعي؛ ونتيجة لهذه السياسة البوليسية التي ترمي عسكرة الجامعة وحصار موظفيها وطلبتها فلم تعد الجامعة والأحياء الجامعية فضاء للتربية والتكوين بقدر ما أصبحت سجنا وفضاء للتعذيب والحصار والتنكيل والملاحقات.
ونحن مطالبون اليوم وبإلحاح برفع هذا الحصار عن الجامعة وفضح السلوكات السادية لمديري الأحياء الجامعية ولنطالب بأصوات متعالية برفع يد وزارة الداخلية عن قطاع التعليم والذي يزخر برجالاته وبعقليات تحسن التدبير وهي أقرب إلى الطالب ومن تفكيره. ولنرفع هذا العار وهذه الاستباحة لفضاء جامعتنا من قبل أشخاص ليس لهم أي رابط مع التعليم بل هم من بين أكبر أسباب انتكاسته ولنضع يدا في يد لرفع هذا التحدي.
عبد العزيز املال
0 commentaires:
إرسال تعليق